و أطوف عاريا
EGP250
في روايته (وأطوف عاريًا) يتناول طارق الطيب موضوعا جديدا على الرواية العربية أو على الأقل من حيث طريقة المعالجة وزاوية التناول. فالرواية تحكي عن فنان هاو يفشل في إقناع أساتذة أكاديمية الفنون بفيينا بقبوله لدراسة الفن، وتضطره الظروف لأن يقبل الوقوف كموديل أمام دارِسات ودارسي الفن. يقف عاريا بعد أن أسقَطتْ الظروف عنه عنوة ورقة التوت التي تستر جسمه؛ فيقرر أن يُسقِط كل أوراق التوت عن كل ما ومَنْ حوله: عن مجتمعاتنا العربية التي تلفظ أبناءها كما يلفظ البدن الرداء ويبقى عاريا في مواجهة قيظ صيف أو زمهرير شتاء. فـ(يهجّون- مثل نمل على صفيح ساخن- من القارة الأمّ التي لم تعُد أُمًّا ولا أبا، يفرّون إلى أيّ مكان آخر آملين في جنّات الشمال. هروبًا إلى نعمة الحياة، لتنسحب أقدامهم من برٍّ صلبٍ إلى بحرٍ رَخْوٍ، ومن موتٍ جافٍّ إلى موتٍ مُبتَلٍّ.) ورغم أن طارق الطيب يعيش في فيينا منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، إلا أنه لا يحابي أو يجافي أو يحاول التجميل ولا يسير بلا دراية وراء مقولة إن كل ما يأتي من الغرب يسر القلب، بل يعرى أيضا المجتمع النمساوي ويكشف عن وجه آخر يختفي أحيانا خلف قناع، بل ويعري النفس البشرية من كل زيف أو خداع. يتساءل الطيب في روايته عن علاقة الإنسان بما يستر جسمه وروحه، ويخوض في محاولة فهم العلاقة والفرق بين الجسم والجسد، يطرح تساؤلات ولا ينتظر أجوبة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.