وادي الدوم
EGP250
الدَّوْمَة هي أرض بِكر، تحتضنها جُروفُ الصَّخرِ وكثبانُ الرمال، وتكتنفها أحراجُ النخيل والأكاسيا. واحة رَبَّانية، تؤتَى ماءَها من عين فيَّاضة، لا يَدًا تغرسُ، أو مِنجلًا يحصد. يعثُر عليها دليلٌ صحراويٌّ مولَعٌ بالسفرِ يُدعى شاهين، قبل نحو مئة وعشرين عامًا، خلال بحثه عن واحة “زَرْزورَة” الأسطورية التي تَناقل الشُّوَّابُ والحكَّاؤون أخبارها، وتحدَّثت عنها كُتبُ الرحَّالة عَبْر القرون. يقيمُ الشاهين واحتَه، عند منتصف طريق القوافل بين واحات الداخلة وأراضي ليبيا، ويسميها “الدَّوْمة”، ويَجلِب مَن يعاونه على بِنائها، ويسْتبقي بعضًا من الطيبين الذين يحلُمون بالرضا والسلام وطمأنينة العيش. لكن هذه الصحراء القاسية برمالها وغرودها وجبالها الوعرة، لا تُخفي “الدومة” عن الأعين المتربصة، والأطماع الأزلية، بل سَرعان ما تصير هذه الواحة الصغيرة ملتقًى لجيوش ولصوص وأغوار ومجاهدين. إنجليز وطليان وفاتحين “مَهْدِيين” وإخوان “سُنوسِيين” وقبائل مغيرة ومهربين، لكُلٍّ منهم شعاره ورايته ومطمعه. ومنذ يعثر الشاهين على “الدومة”، في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وحتى يفتح أحدُ الأحفاد راديو “الترانزيستور”، ليسمع أغنية “دورة الألعاب الإفريقية” بالقاهرة في بداية تسعينيات القرن العشرين تدور أحداث الرواية. فكيف ستتشرب “الدومة” كل هذا المزيج من البشر، وكيف ستصطبغ حياتها بلون هذه الوقائع الكبرى، وكيف سيقاوم أبناؤها من أجل البقاء؟
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.