موصلالالالا
$9
كنا جلوسًا على المقهى منكمشين فى ثياب ثقيلة إتقاء زمهرير الشتاء، نتابع بشغف مباراة ليفربول وبورتسموث، إذا فجأة قفز فى وجوهنا شاب من شغيلة مطاعم “التيك أواى” القريبة من المقهى، مشغوفًا، على عجل، قفز الرصيف كالأرنب البرى، وتسمر أمام الشاشة الصغيرة، حدق فيها يكاد يخترقها، اطمأن على فوز ليفربول، ثم استدار فى مواجهتنا متسائلا بلهفة صلاح جاب أجوان، فى نفس واحد، ااااه الجول الثالث، فأتى عجبا، تمتم ناظرًا إلى السماء، الحمد للـه، وقبل يده اليمنى وش وضهر وانصرف تاركًا دهشة لا تزال تؤرقنى، وإن كنت لاحظت أنها لم تؤرق غالبية الجلوس على المقهى! هكذا صلاح صار ظاهرة مجتمعية فريدة تسترعى الانتباه، تجاوز شعبية كرة القدم إلى محبة مجتمعية، يحبونه بشغف، يحصد دعاء وحب الملايين فى الريف والحضر وخارج الحدود، صلاح يحوز مالم يحزه كل أساطين الكرة والفن والأدب والثقافة، بل والسياسة، أصبح حالة مصرية تتجسد حبًا، البسطاء يحبونه دون تحليل للظاهرة، والمثقفون يحبونه ويسعون لتحليل الظاهرة.. والفريقان بسطاء ومثقفين يعشقون صلاح، وعلى طريقة، أحِبُكَ حُبَيْنِ، حُبَ الكرة، وحُبْــًا لأنَكَ أهْـل ٌلِذَاك، جمع صلاح بين الحبين، حب البسطاء والمثقفين معًا.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.