مسرح الميتاتياترو
$12
يلجأ خوسيه مورينو أريناس إلى الاقتضاب في أعماله، فكلها قصيرة، باستثناء مسرحية “المطيعون” التي يضمنها هذا المجلد الثاني من أعماله بالعربية، فهي خير نموذج للمسرح داخل المسرح، ومعها “نثريات درامية”، التي تمثل وخزة للمتلقي لتوقظه لما يُطرح عليه. ويقدم المؤلف مسرحًا معقدًا، يتضمن سلسلة من الثوابت الرمزية والجوهرية. ومعروف أن كل عمل من هذه النثريات يطرح موقفًا وحيدًا يتطور أمام المشاهد. وهذا الاقتضاب يؤثر على الشخوص واللغة، فكل العناصر تتقلص وتتركز بدءًا من عملية الإبداع من أجل وقع مباشر ومؤثر على المتلقي. الحبكة وحيدة وقصيرة بينما المضمون موجز ويسير في اتجاه واحد، خطي، وتتجلى الفكرة في جوهرها مجردة، بلا إضافات زائدة. كل هذا يحدث بغية التأثير على المشاهد ليصبح مجبرًا على تخطي حدود الاكتفاء بمشاهدة ما يقع على خشبة المسرح. يقدم المؤلف الحافز ليثير ردة فعل، فيصبح في مواجهة مقترح الاقتضاب والمباشرة معًا ولا يبقى له سوى المشاركة. وفي مسرحية “المطيعون” هناك عالم هؤلاء الشخوص هو نفسه عالم جمهور القاعة والممثلين، وهو محصور في زمان التمثيل ومكانه. ولهذا فإنه يجعل من الخيال الدرامي موضوعًا، إلى حد كبير، للشبكة الاجتماعية المؤسسية للمسرح، سواء أكان هذا خلال فترة العرض المحدد على خشبة المسرح والقاعة أم كان المكان والزمان حيث يعيش الأشخاص الذين هم على اتصال بالمسرح.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.