قهوة حبشي
EGP175
يغوص ﻛﻤﺎل رُحيَّم في أعماق الريف، ينبش في أحراشه، ويشرح دواخل الشخصيات تشريحًا روائيًا، يتعامل مع شخصياته بكل جوارحها، مظهرها الخارجي، باطنها الداخلي، تقاليد القرية في المصائب والبلايا التي تحل بها، وقد أجاد في تناول الشخصيات المسحوقة والمهمشة الذين ينتمون إلى الطبقة الأدنى. (ضاحي) صبي القهوة أهم شخصيات الرواية، تدور حوله الأفلاك وهو فاعل مهم في الأحداث، يحركها وتتحرك حوله؛ في القهوة موجود وهو عمودها، في المآتم لا يُستغنى عنه، في بيت حبشي هو ركن وبمثابة ابن، وأترك للقارئ استيعاب دوره حتى يستمتع بوصف ﻛﻤﺎل رُحيَّم له روائيًا. الثلاثة المتسولون حكايات وحكايات، عف عنهم الناس فتعلقوا بضاحي، والعجب أن ضابط القرية هو الآخر متعاطف معهم. المعلم حبشي شقيّ تاب، وشرع في بناء قهوة بكل ما تحت يده من مال “وهذا الكل حرامُ في حرام طبعًا، فما الذي يفعله؟! كان أمام خيارين، إما أن يستمر في الغلط أو يبدأ هذه البداية المُلْتبسة، مال قلبه للالتباس واللـه غفور رحيم مثلما بررها لنفسه!”، وأنجب ابنته عزيزة (خضراء الدمن/ النبتة الخضراء في المنبت السوء)، كانت مصدر سعادته والشيء الجميل الذي خرج به من هذه الدنيا، غير أنها وضعت أنفه في التراب.وكل ذلك في سرد روائي بديع..
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.