دكاكين تغلق ابوابها
EGP150
يواصلُ كمال رُحيِّم رحلتَه الفنيَّةَ في أعماقِ الريفِ المصريّ بعد روايتيه الجميلتين والبديعتين (أيام لا تُنسى) و(قهوة حبشي)، وفي هذه الرواية يصوِّرُ القريةَ المصريَّة مبنى ومعنى؛ فهي تقدمُ للأجيال الجديدة صورةً للقرية المصرية التي لم يَرَوْها، ثم تغوصُ في أعماق نفوس أهلها في ذلك الوقت. وقد طرح كل ذلك في أسلوبٍ سرديٍّ مُشوِّق، يشدُّك لتتابعَ الأحداثَ بلهفةٍ حتى تصلَ إلى النهاية، التي لا شكَّ في أنها الهدفُ الذي يقصده الكاتب وأراد توصيله إليك أيها القارئ الكريم. روايات كمال رُحيِّم هي عذوبة الكوميديا والسخرية العفويَّة والعميقة في آن، وفي رأيي الشخصي هو الروائي الأقدَر على تجسيد حفريَّات المجتمع المصري في الستينيَّات والسبعينيَّات، لقطاته العبقرية تُرمِّم ملامحَ زمنٍ مضى وتعيدُه إلى مُتحَف الحياةِ بكامل نبضه وعبقه وأنماطه الإنسانية التي اندثر كثير منها. وفي هذه الرواية ومن خلال عينَي الصَّبيّ (عليّ) ووعيه، يشكِّل الخطابُ السَّرْديُّ صورةً فاتنةً للقرية المصريَّة، بأنماطها الإنسانيَّة ومصالحها المتضاربة ويتشكَّل إيقاعُها الحقيقيّ الكامل والنابض، وبِلُغةٍ تتسلَّلُ للهامشيّ واليوميّ والمعتاد. فيأتي السردُ في أكثرِ صورِه ثراءً بالجمال والمتعة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.