وفاة أمين الحزب

السرد في روايات حمدي البطران آخاذ ومشوق، والقارئ فاعل أساسي في تفاصيل الأحداث، والزمان مترابط وعميق التأثير في الحدث والشخصيات، ففي هذه الرواية (وفاة أمين الحزب) التي تطرح وجهة نظر كاتبها في الأحداث التي عاصرها, وقد كتبها أمين الحزب سرحان فهيم رشاد كما رآها من المطبخ السياسي للتنظيم المسيطر علي الحياة السياسية وقتها, سواء كان الاتحاد الاشتراكي, أو منبر الوسط, أو الحزب الوطني بعدها. وهو الأمر الذي يمكن أن يثير جدلًا سياسيًا حول حقيقة ما حدث في الفترة مابين حرب اليمن 1962 وحتى الانفتاح الاقتصادي في السبعينيات.. يبحث المؤلف في أصول أمين الحزب, والأحوال المعيشية لوالده, الذي هرب من قريته, بعد سرقة جَدْي من أرملة, ولقاء والده ووالدته في رحلة الهروب, ثم حياة الفقر المدقع لحظة ولادته, وتطور حالة الأب بعد انضمامه لفرقة من لصوص المراكب في النيل, وسرقتهم كنز أثري كانت تنقله دهبية من الأقصر في طريقها للقاهرة, لينتقل فجأة إلى عالم الأثريا ويتعلم في الجامعة, وبعد أن يتخرج يجد نفسه غنيا وعاطلا, ويلتحق بالاتحاد الاشتراكي العربي وبكل الأفكار الشمولية والهلامية التي سادت تلك الحقبة من التاريخ في أدمغة البسطاء والوصوليين.. وستأخذ هذه الأفكار البطل المشوه وتصعد به كل درجات السلم السياسي والاجتماعي، وبين أول درجة من درجات السلم وأعلى درجة فيه تتمزق روح البطل والبلد.