“في ومضات من الحبر، تنبض الحروب والفَقْد والحب والحنين… أنفاس قصيرة لكنها تترك في القلب هواءً مُرًّا لا يزول.” مجموعة قصصية قصيرة جدًّا تنبض بلحظات مكثفة، تجمع بين الوجع والحنين في جرعات لغوية مركَّزة. تتنوع موضوعاتها بين قسوة الحروب التي تترك ظلالها على الأرواح، وحكايات الفَقْد والموت التي تخطف الأحبَّة في لحظة، وأسئلة الوجود التي تتسلل إلى الصمت، وومضات الحب التي تبرق وسط العتمة. تمرُّ القصص على محطات الطفولة بما تحمله من براءةٍ مَشُوبَةٍ بالخوف، وعلى الصداقة كخيط أمان في عالم مضطرب، وتلامس الوطن كجرح وبيت في آنٍ واحد. اللغة مُكثَّفة، مشحونة بالصور، حيث كل قصة تشبه نَفَسًا عميقًا… لكنه يترك في الصدر أثرًا من هواءٍ مُرّ. تتميز هذه المجموعة القصصية القصيرة جدًّا بكثافة المشهد وعمق المعنى؛ إذ تعتمد على الومضة السردية التي تختزل حدثًا أو إحساسًا في بضعة سطور، لكنها تفتح أمام القارئ أفقًا واسعًا للتأويل. القصص تتوزَّع بين موضوعات اجتماعية ووجدانية، تتناول الحرب بوصفها جرحًا جماعيًّا، والموت كحقيقة لا يمكن الهروب منها، والحب كمساحة مُقاوِمة للحزن، إضافة إلى استدعاء الطفولة والصداقة والوطن كعناصر هُويَّة وذاكرة. الكاتبة توظِّف التكثيف اللُّغَويّ، والمفارقة، والنهاية الصادمة أحيانًا؛ لتترك أثرًا طويلَ المدى في ذهن القارئ. المجموعة تحافظ على وحدة الشعور رغم تنوُّع موضوعاتها، فكُلُّ قصة تشكِّل خيطًا صغيرًا في نسيج واحد يعبِّر عن هشاشة الإنسان في مواجهة القسوة، وعن الإصرار على التنفُّس رغمَ مرارةِ الهواء.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.