هل تصنع الثقافة السياسة
$7
كانت محاولةُ معرفةِ أسبابِ تقدُّم الدُّوَل وتخلُّفها دائمًا محورَ اهتمامٍ وجدلٍ بين المُفكِّرين من عدَّة مجالات. وأرجعها البعضُ إلى التَّبْعيَّة للدول الغنيَّة والاستعمار، والبعضُ الآخر إلى العوامل السياسيَّة أو الاقتصاديَّة، وربما رأى البعضُ أسبابًا عُنصريَّة، والبعضُ، وهو موضوع هذا الكتاب، يرى الإجابةَ تَكمُن في التفسيرِ الثقافيّ؛ أي في المُعتقدَاتِ والقيَم والممارساتِ السائدةِ لدى شعبٍ ما. ويَعدُّ مُؤيِّدُو فكرةَ أن الثقافةَ هي المسئولةُ بالأساسِ عن تقدُّم الأمم أو تخلُّفها، أنفسهم الوَرثَةَ الفكريِّين لكُلٍّ من “ألكسيس دو توكفيل”، و”ماكس فيْبَر”؛ و”إدوارد بانفيلد”، بل وحتى “مونتسكيو” من القرن الثامن عشر. فإلى أي مدى تُشكِّل العواملُ الثقافيَّةُ النموَّ الاقتصاديَّ والسياسيّ؟ وإذا كانت كذلك، كيف يمكن إزالةُ المُعوِّقاتِ الثقافيَّةِ أمام النموِّ الاقتصاديِّ والسياسيّ لتسهيل التقدُّم؟ ويظلُّ السؤالُ المطروحُ دائمًا، هل يمكن للسياسةِ أن تُصلح الثقافةَ وتنقذها من نفسها بشكلٍ دائم؟ هذا ما يناقشه في هذا الكتاب، المفكر الأمريكي “صامويل هنتنجتون”، والكاتب الأرجنتيني “ماريانو جروندونا”، والصحفي الإسباني الكوبي “كارلوس ألبرتو مونتانير”، والفيلسوف الأمريكي الشهير “فرانسيس فوكوياما” وغيرهم من علماء الأنثروبولوجيا والاقتصاديين والسياسيين المرموقين.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.