طقوس الغواية

ثمانية عشر يومًا قضيتها في الميدان بحلوها ومرها، شعرت فيها كأني كبرت ثمانية عشر عامًا، كانت تلك الأيام كدهر من الزمان رأيت فيها ما لم أتخيل أن أراه، وفي أحيان قليلة أذهب للمنزل أستحم وأغير ملابسي في عجالة شديدة وأعود مرة أخرى للميدان، وفي أوقات أخرى أختلس وعصام عدة ساعات ونعود سريعًا قبل أن يلحظ أحد. كان لا بد لنا من العودة لمنازلنا وقد شعرنا بتحقيق رغباتنا وأمانينا، بعدما تحقق الوعد لم يعد هناك ذريعة للبقاء في المكان، كل ما طالبنا به تحقق حتى ما لم نحلم به وهو إسقاط مبارك. “ريحانة أكمل القمري” فتاة فقيرة تقطن مع أسرتها في أحد الأحياء الشعبية، ولتفوقها الدراسي، ورغبة أبيها تلتحق بكلية الطب، ويدور صراع بداخلها وهي ترى جثث الموتى العارية في محاضرات التشريح، وما بين حب المعرفة وتساؤلها عن الحياة والموت، والجنس… يتشكل وجدانها بطريقة مغايرة عن كل ما استقر في وجدان تلك المجتمعات، وتعجب بأستاذها في الكلية “عصام عبد الحميد” أستاذ التشريح، وتفاجئ ذات يوم بطلبه أن يلقاها مما يجعلها في حيرة من أمرها بسبب اختياره لها وهي فتاة عادية لا يميزها شيء، فتقع في غرامه.