ضلع المثلث
EGP100
في العاشر من شباط خرج بلند وعائلته قاصدين أحد الأصدقاء تلبية لدعوة عيد الميلاد، وقد اضطرّوا للمبيت عندهم. كان هذا اليوم هو ثالث أيام انقلاب 8 شباط 1963، لكن عيون زوّار الفجر كانت تجوس المكان، فاقتحموا البيت في الساعة الثانية فجرًا واعتقلوا بلند. كانت الدرب موحشة إلى المعتقل، وحين وصل كان ثمة استجواب وتعذيب وتهمة بالشيوعية، إلى جانب أعقاب سجائر تُطفأ في جسده، والمفارقة أن الذي كان يُطفئ السجائر صديقه الذي ساعده يومًا بتأمين عمل له في “شركة المنصور”، وحين عاتبه بلند أجاب: “هذه المرّة سأطفئها في عينَيك”! بعد ذلك أخذه ووضعه في زنزانة انفرادية كانت عبارة عن مرحاض. في الصباح أخذت دلال برتقالة وزارته في السجن، وكان في حالة يُرثى لها بعدما بُلِّغ بحكم الإعدام الذي سيتمّ تنفيذه في مبنى الإذاعة حيث كانت تجري هناك حفلات إعدام كثيرة في تلك الأيام. بدا بلند غريبًا بالنسبة إليها كأنها لم تعرفه يومًا، شعرت أن أزمنةً جثمت على صدر تلك اللحظة بينها وبينه، فيما رائحة البرتقالة تفوح بين يدَيها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.