صانع المفاتيح

جاءوا فرادى، ثم جماعات، ثم تكاثر العدد وأصبحوا يكونون صفوفا طويلة. حدثهم أن بهذا المفتاح يمكن فتح السمع وإغلاقه، لكن، لو فقد أحدهم المفتاح لن يعيد له صنعه، واقترح عليهم شراء سلسلة وتعليقه في رقابهم، واشترط ألا يخرج خبر المفتاح عن أهل القرية، فربما تحرِّمه الحكومة أو تعاقب صانعه. دخلوا واحدًا تلو الآخر، رسم لهم ثنيات الأذن في صفحة في دفتر ضخم، وكتب أمام كل رسمة اسم صاحبها، وعنوانه، ثم صنع له المفتاح في الحال وجربه له. وعندما امتلكوه بين أيديهم، شكروه بكل حب، ومنهم من تجرَّأ بالانحناء لتقبيل يده. كانت سعادتهم هذه تخلق فيه نوعًا من السعادة لم يجربه من قبل. بعدها رحلوا كما لو أنهم امتلكوا مفتاح الفردوس.