صالة استقبال الضوارى

$9

الترقيم الدولى: 9789774904738 التصنيف: معلومات الكِتاب: , , ,
الوصف

في الزمن الماضي، حين كنت مقيمًا في الخارج، أي خارج بلدي الأصلي، كان هناك كاتبٌ عراقي، جاء لتوّه هاربًا من العراق مثل الألوف من بني شعبه. كان يحدثنا بأسى عميق عن خيانة أحد أصدقائه عبر الوشاية به إلى أجهزة الأمن مما سبب له السجن والتعذيب، ثم ساعدته الظروف على نعمة الهروب. كان جرحه الطري البالغ، يجعله يذهب في طرق شتى في تأويل الخيانة والبطش وانحطاط القيم. وشط به خيال الألم الجامح إلى إبداع معادلات كثيرة في هذا الشأن المستمر المتجدد على المستوى العربي، من تلك المعادلات على ما أتذكر رغم الالتباس الذي يصنعه مرور الزمن وتصرمه: المرأة إذا انحطت صارت عاهرة والرجل إذا انحط صار مخبرًا”.. في هذه اللحظة وأنا أتذكر الصديق الغائب وفي خضّم احتدام الصراعات والخطابات الطائفيّة التي لم يجدْ الزمن العربي والكوني بمثلها قذارة وانحطاطًا، تخطر ببالي توجيه تلك المعادلة -التي ينسبها البعض إلى لينين- وفق معطيات المجزرة الراهنة، التي تترحل من الراهن إلى التاريخ ومن التاريخ إلى الراهن في سباق ماراثوني حصاده الموت والخراب. “المرأة إذ سقطت أو انحطت صارت عاهرة والرجل صار طائفيًا” لأن الرمز الطائفي في هذا المناخ الدموي الوضيع المكفر، هو مصدر كل الأوبئة والتشّوهات، هو المستنقع الذي يفرز كل الطواعين، والحشرات السامة.

مراجعات (0)

المنتجات التي تمت مشاهدتها مؤخرًا