روسيا في الاقتصاد العالمي
$11
يتناول هذا الكتابُ بالرَّصْد والتحليل متلازمة تاريخيَّة تعاني منها التجارة الخارجية الروسية بشكلٍ خاص والاقتصاد الروسي بشكلٍ عام، وهي الاعتماد الكبير نسبيًّا على تصدير الخامات والمواد الأوَّليَّة وخاصة النِّفْط والغاز، واستيراد السِّلَع الاستثماريَّة والتكنولوجيَّات من الخارج خاصة من دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك من الصين مُؤخَّرًا. وهذه المتلازمة تشكَّلت تاريخيًّا منذ العصر القيصري مرورًا بالاتحاد السوفيتي ووصولًا إلى روسيا المعاصرة. وتعكس تحديات السنوات القادمة أمام روسيا في ظِلِّ العقوبات الغربية القاسية، التي فُرضت وما زالت تُفرض عليها نتيجةً للأحداث في أوكرانيا. تخلق التغيُّرات السريعة في مجال التكنولوجيا مخاطرَ جديدةً وفرصًا جديدةً أمام روسيا وغيرها من الدول. وسيتمكَّن بعض اللاعبين على الساحة الدولية من الاستفادة من هذا والانطلاق على طريق إنشاء مراكز قوة جديدة، ولن تتمكَّن دول أخرى من ذلك وستبدأ في الترهُّل بشكلٍ لا رجعةَ فيه. كما يبرز اليومَ أمام روسيا عاملٌ جديدٌ وهو العامل الأوكراني. ففي حال ظلَّت أوكرانيا بعد انتهاء الأعمال القتاليَّة في منطقة النفوذ السياسي والاقتصادي للدول الغربيَّة، فلا يمكن استبعاد أن تنقل الولايات المتحدة والدول الأوروبية قسمًا من التكنولوجيا ورأس المال من الصين وغيرها إلى الأراضي الأوكرانية. وفي هذه الحالة سيتعيَّن على روسيا مواجهةُ مشروعٍ اجتماعيٍّ وسياسيٍّ بديلٍ لها في المنطقة. وفي ضوء هذا السيناريو المحتمل ستكون روسيا في حاجةٍ ماسَّة إلى تحديث الاقتصاد وتطوير نموذج جديد لاقتصادها وتجارتها الخارجيَّة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.