الضحك في تجربة قصة حياتي لشارلي شابلن
EGP250
شارلي شابلن، ذلك الإنسان الأليف ضئيل الحجم، شاحب الوجه، الذي كان يسير بمشية متأنقة، ويُرى بزيّ معروف، بقبعة سوداء رثة، وبنطال واسع فضفاض، بحذاء كبير الحجم، وعصا يتعكز عليها، قامته متواضعة البنيان، ومكتنز قصير، صاحب ملامح قارة وثابتة، جاعلاً من شنبه صغير الحجم بشكل لافت للاهتمام، أهم العلامات المميزة لعنوان وجهه المُضيء اللاّمع والمشهور، اتخذه وسيلة للعب، وكان يضعه أسفل الأنف مباشرة وبلا أية أطراف، لكي يبدو “شنبًا مثيرًا للضّحك والسخرية، بالإضافة إلى قبعته وعصاه وبذلته البالية وحذائه المتنافر الفردتين، كل فردة في اتجاه معاكس للأخرى. وأعتقد أن يكون “هتلر” قد استعار منه هذا الشارب الذي ظل لفترة من الزمن من سمات الرجولة وموضة لها. صحيح أنه لم يكن شنبًا ضخمًا أو عريضًا، لكنه شنب لرجلين متناقضين، أحدهما ماكر قوي قلب العالم ودمّره بشنبه”. في حين، سعى الثاني -بالشنب نفسه- إلى إسعاد العالم وإعادة توازنه إليه وبناء حضارته على ما تراكم تحته من أنقاض. وإلى جانب ذلك، فقد جرت المحاولة في هذا الكتاب، الفائز في جزءٍ منه بـ(جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب 2014)، إلى رصد بعض مظاهر المُضْحِك كما اتّجهت الغاية والعناية فيه للإطلالة من شرفة السُّخرية ومقاصدها، وملامسة تجلّيات الفكاهة وإشراقاتها وكيفيّة اشتغالها ضمنه بما لها من مُتعٍ نفسيّة تُحقّقها ومرامٍ سديدة وأهداف نبيلة عميقة تتوخّاها، للتعرف على وجه مختلف جديد لشابلن على غير المعهود في صورته كفنان كوميدي. ولكي نعرض في الوقت نفسه، لجوانب متباينة من شخصيته، ولأخرى متنوعة حول آرائه ومواقفه حيال أمور عديدة ومسائل متنوعة وقضايا شتى، هي ذات اتصال وثيق بصورة أو بأخرى بحياته وبخبرته في سياق علاقاته بالآخرين، وبقناعاته ومشاعره ونزعاته والنواحي الإنسانية التي طبعت مسيرته في الحياة وميّزت إبداعه وطول معاناته، قبل أن يتجاوز عتبة الفقر، ويتخطى جرح الصبا، إلى معانقة النجاح والشهرة وما بعدهما، إلى غير ذلك من المفاجآت الكثيرة التي يطالعنا بها في سيرته الذاتية الشيّقة المُمتعة الجميلة الطويلة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.