الشوارع الضالة

فجأة، وجد أمامه طفلاً عمره سنتان يجثو على ركبتيه، وماداً بطن يديه إلى الأسفل، وفاتحاً فمه يخرج لسانه ويعيده بحركة سريعة، ويسيل لعابه، ويتحرك ويتحكم في جسده بطريقة مدهشة كأنه حيوان في سيرك! التفت يمنة ويسرة يبحث عن أهل له، فلم يجد أحداً. أخذ الصحن من على الطاولة ونزل به إلى الطفل. أخذ الطفل الطعام، رافعاً ثوبه المتسخ القصير، حتى بانت سوأته، وأخذ يجري بالطعام بأقصى سرعة، فسقطت منه قطعة من فخـذ الدجاج. عاد والتقطها بفمه دون أن يأبه لالتصاق التراب بها، وذهب مسرعاً ورمى الطعام بالقرب من كلبة كانت في انتظاره، قامت بتفتيت الطعام وإطعامه من فمها وشاركته الأكل، ثم تمددت على ظهرها ليحتضنها ويرضع من ثديها وينام. تدور قصص هذه المجموعة في عالم ما بين الماضى والحاضر، بين الحلم بالحب وحقيقة الواقع القاسي، يأسى السارد على زمن المشاعر الأول، ويقدم عبر الكلمات تحية رقيقة لكل ما هو أصيل في هذا العالم.