الست
$3
بدأ الشغف بالألوان غريبًا، وساحرًا. لم أكن أعرف أنه سيتحول إلى سلاح في يدي وأنا أواجه الوحش، مثله مثل صوت أم كلثوم الذي تسلل إلى بيتي الجديد خلسة، من نافذة غرفة النوم. كنت أهرب من عيني الوحش وألصق عيني في شاشة اللاب توب، حين باغتني صوتها وهي تجلجل في السكون: اللـه محبة، الخير محبة، النور محبة، يا اللـه! كيف لم أكن أنصت إلى هذا الصوت من قبل؟! كانت تكمل تلاوتها فتلين عيناه الذئبيتان. يتوه توحشهما في شك ما، نعم كان شكًّا، هذا الذي دفعه للهروب. لم يخف الوحش. لم يحترق كشياطين الأفلام، إنه فقط تشكك في قدرته على محاصرتي. هرب من سكينتي المفاجئة، من غياب التحدي في عيني الهاربتين فوق شاشة اللاب توب. في رواية “الست” تواجه الكاتبة الواقع متسلحة بالخيال، من خلال امرأة تستقل في بيت لأول مرة في حياتها لتجد نفسها وجهًا لوجه مع مخاوفها، تذهب إلى كهف الوحش لمواجهته وترويضه بجرأة، ومن خلال هذه المواجهة تعاين الأحاسيس المكتومة عن كثب: الجسد في مسراته وخوفه، الحواس في تداخلاتها، الحب في لعبته المراوغة، البهجات الصغيرة، والتفاصيل اليومية، أيضا العلاقة مع الكون: النجوم، البحر، السماء، الألوان، الفنون في تشابكاتها بين الموسيقى واللوحة بين الشاشة والكلمة، كلها تتحد داخل جدران البيت، وفي قلب الست.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.