الديلى فرانس كافيه

انتشر خبر اعتقال الرفاعي في الديلي فرانس، وقد تجمّع عدد كبير من العراقيين المغتربين وحتى السياح منهم في تلك الساعة المبكرة من مغرب ذلك اليوم، وبدأت التحليلات تتقاطع وتلتقي، إلا أن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجميع، أن أحدًا لن ينسى الرفاعي، أو يتخلى عنه، أو يرضى باعتقاله. بالنتيجة الحتمية شعر كل واحد منهم أن عبد الوهاب هو في النهاية عراقي، وأن ما يصيبه اليوم سيصيب الآخرين بلا شك لاحقًا، وأن الفلبين بلد ديمقراطي كما يدّعون، وأن اعتقال عبد الوهاب منافٍ للديمقراطية وحقوق الإنسان. لكن حوارات رواد الديلي فرانس لم تطلق سراح الرفاعي، ولم تخفف من محنته، ولم تساعد في معرفة مكان اعتقاله والأسباب التي دعت إلى الاعتقال، وانفضّ المجلس تلك الليلة حزينًا ومرعوبًا في آنٍ واحد، فلم يعد أحد يشعر بالاطمئنان والأمان، كما لم يتعرف أحد إلى هابي الوسيط السري الأمني الذي أوقع عبد الوهاب في فخ لا يستطيع الخروج منه سالمًا. لم يغلق مكتب عبد الوهاب الرفاعي في اليوم التالي، وسارعت هابي بالجلوس على كرسي المدير العام المعتقل، سعيدة فعلًا، ترد على الهواتف بصوت عالٍ ملؤه الثقة والتبجح والسعادة، وتحاول كسب الزبائن لصالحها الشخصي مطمئنة أن اعتقال عبد الوهاب لن يؤثر في مصالحهم؛ فهي موجودة، وقادرة على لعب دور المدير الذي كانت تغيّبه بحضوره الشخصي.