تقاليد التراث

تقاليد التراث: عن الهوية والعمارة والعمران ما بين الأصيل والمقلد والمتخيل هو استمرار لمشروع دكتور نزار الصياد في دراسته عن التقاليد في البيئة العمرانية. يحاول الصياد هنا زعزعة الاعتقاد بأن التقاليد هي مجرد نتاج التاريخ وحركة الانتقال والتوريث. دون إغفال التوازي بين التاريخ والتقاليد، يدحض الخطابات المعيارية التي تصور التقاليد كمفهوم قائم على المكان، والزمن، بجانب كونها إرثًا ثابتًا من الماضي، وكميراث مملوك لمجموعات محددة من الناس لا يستطيعون مقاومة العولمة. وبدلا من ذلك، يدعو إلى نهج يشير إلى ماهية الصفات الرئيسية للتقاليد، فهي زائلة وعابرة وعرضية. وبينما كانت البيئة العمرانية مدخل أساسي للبحث، كانت الدراسات الأخرى مثل الجغرافيا والتاريخ وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، يمثلون مداخل نشطة في هذا الكتاب. فيعيد الصياد صياغة إبستمولوجي التقاليد باعتبارها مكانية في الأساس، مما ينتج نظرية تدعم الدراسات المعاصرة. وبدلاً من تحليل التقاليد كنتاج للحداثة أو كنقيض لها، فإنه يدرس التقاليد بوصفها متعارضة ومتآمرة مع الحداثة في الوقت نفسه. يرى الصياد أن البيئات التقليدية العمرانية كانت تُدرس حتى وقت قريب باعتبارها بيئات “أصيلة” تمثل ممارسات يومية “حقيقية”. لكن كما يوضح كتابه، فإن استهلاك هذه البيئات على نطاق واسع، لا سيما في مجال السياحة ووسائل الإعلام، غالبًا ما جعلها بيئات مفرطة يؤدي ارتباطها بالأماكن “الحقيقية” إلى تجربة “منزوعة” وغير مجسدة بشكل حقيقي. ففي الآونة الأخيرة، أدى تصوير البيئات التقليدية في كل من الدراسات التراثية والعالم الافتراضي إلى صياغة مصطلحات جديدة للتقاليد لم يكن من الممكن تخيلها قبل بضعة عقود فقط، وهو ما يعمل عليه الصياد ويفسره هنا.